شذرات من المحاضرات
العلامة الشيخ محمد المنتصر بن الشيخ محمد بن العلامة الشيخ إدريس الأزيرق
عضو جماعة علماء السودان
المخالفة للحوادث :-
المخالفة للحوادث تعني عدم المماثلة والمساواة والمشابهة بأي وجه من الوجوه .
الحوادث :ـ هي المخلوقات، فالمكان حادث.
تعريف المكان :ـ هو الفراغ الموهوم أو السطح الداخلي للحواس المماس للسطح الخارجي للمحسوس، فالمولي تبارك وتعالى ليس بجرم، ولا عرض يقوم بالجرم ،وليس له جهة، ولا هو في جهة، ولا يتصف بالمكان، ولا بالزمان، ولا يتصف بالصغر، ولا يتصف بالكبر، ولا يتصف بصفة من صفات الحوادث، ولا يتصف بالأغراض في الأفعال والأحكام.
فخلاصة الحكم في عقيدة أهل السنة والجماعة :ـ
انه تعالي مخالف للحوادث منزه عن المماثلة في ذاته وصفاته وأفعاله بالدليل العقلي والنقلي .
من الدليل النقلي قوله تعالي
ليس كمثله شي وهو السميع البصير)، فمن اعتقد انه تعالي مشابه لشي من الحوادث بوجه من وجوه المشابهة كالحلول أو الجسمية أو الجهة أو المكان أو انه داخل العالم أو خارج العالم أو تحت السموات أو في السموات أو فوق السموات على الوجه الذي هو معروف في الحوادث فهو كافر بإجماع المسلمين .
وأما من اعتقد انه تعالي منزه عن المماثلة و أن مايوهم الحلول والاستقرار والجهة والمكان وما أشبهها التي وردت في المتشابه من القران أو السنة بمعني يناسب تنزيهه تعالي وعلوه عن المشابهة الحوادث ولا تصل إلي كنه حقيقتها عقولنا فهو مؤمن على عقيدة السلف رضوان الله عليهم في كل ما جاء من المتشابهات من نصوص الكتاب والسنة . وللخلف رضوان الله عليهم تأويلات سنتعرض لها تفصيلاً إنشاء الله تعالي بإيجاز .