شذرات من المحاضرات
العلامة الشيخ محمد المنتصر بن الشيخ محمد بن العلامة الشيخ إدريس الأزيرق
عضو جماعة علماء السودان
قوله تعالي ( أأمنتم من في السماء ........ )
في تفيد الظرفية يكون الله مظروف وهذا محال ففي الآية إسناد مجازي على حد قوله تعالي (الله يتوفي الأنفس ) فاسند المباشرة للتوفي مجازا وفي الحقيقة ملك الموت بدليل قوله تعالي : ( قل يتوفاكم ملك الموت ) فكما قال الإمام القرطبي: المقصود في الآية هو جبريل عليه السلام وهو الملك الموكل بالعذاب وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه .
وقيل بمعني علي ، ويراد العلو بالقهر والغلبة والقدرة علي حد قوله تعالي ( فسيحوا في الأرض ) لا بالمماثلة والتحيز بل بالقهر والتدبير كقوله تعالي ( لاصلبنكم في جذوع النخل ) أي على جذوع النخل .
وقيل تأويله : من في السماء قضاؤه وأمره سبحانه وتعالي .
قال إمام الحرمين في النظامية :ـ
[اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأي بعضهم تأويلها والتزم في ذلك الكتاب وما يصح من السنن ، ( وذهب ) أئمة السلف إلي الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلي الله عز وجل ، والذي نرتضيه دينا وندين لله تعالي به عقيدة إتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة , فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لكان اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع . أ ه ]
ملحوظة :
إمام الحرمين يري مذهب السلف تفويضي المعني وإمرار اللفظ مع تنزيه الرب عن مشابهة خلقه فهذا حق ، وزماننا هذا يحتاج إلي التأويل لوجود المجسمة المشبهة .