شذرات من المحاضرات ( عقيدة أن الله تعالي (مستقر على العرش أو كائن في السماء) كلام باطل وعقيدة فاسدة)

شذرات من محاضرات
العلامة الشيخ محمد المنتصر بن الشيخ محمد بن العلامة الشيخ إدريس الأزيرق
عضو جماعة علماء السودان


  عقيدة أن الله تعالي (مستقر على العرش أو كائن في السماء) كلام باطل وعقيدة فاسدة لوجوه:-

1-   الله تعالي اله قديم مستغن عن كل ماسواه وغيره مفتقر إليه فكيف يحل في مكان؟ والحلول دليل الاحتياج .
2-   الله تعالي ليس عرض ولا جوهر، ولايقوم بالمكان إلا العرض أو الجوهر.
3-  إن الله تعالي كان موجودا قبل أن يخلق المكان والجهة، وهو سبحانه تعالي علي ما كان لم يتحول .
   ذكر الإمام الفخر الرازي في أساس التقديس أن عمران بن الحصين قال: يارسول الله اخبرنا عن أول هذا الأمر , فقال  :{ كان الله ولم يكن معه شيء} .
 وسئل الإمام علي بن أبي طالب رضي اله عنه : أين كان الله ربنا قبل خلق السموات والأرض ؟  قال: أين سؤال عن المكان ،وكان الله تعالي ولا مكان، وهو اليوم علي ما كان .
4-  إن الله تعالي ليس بجسم ، والدليل عليه إن الجسم لا ينفك عن الحركة والسكون وهما حادثان وما لا ينفك عن الحادث فهو الحادث، وهو تعالى  قديم   بالإجماع  فيستحيل عليه تعالي أن يكون له مكان لأن ذلك إنما يكون للجسم أو الجوهر أو العرض.
5-   انه تعالي لو كان في مكان لكان متناهي المقدار وما كان متناهيا في المقدار فهو حادث والله تعالي قديم فيستحيل عليه الحلول في المكان أو الجهة.
6-   إن المستقر أو الجالس علي العرش لابد أن يكون الجزء الحال منه يمين العرش غير الحال في يسار العرش، فيكون مركبا من أجزاء، وكل ما كان كذلك احتاج إلي من
يركب أجزاءه ويؤلفها، وكل ما كان كذلك فهو حادث، والحدوث محال علي الله تعالي بالإجماع.  
7-   إن المستقر أو الجالس علي العرش إما أن يكون قادرا علي الانتقال والحركة أو غير قادر. فان كان قادر عليها صار محل للحركة والسكون فيكون حادثا لامحالة له , وان كان غير قادر علي الحركة كان عاجزا والعجز مستحيل على الله تعالي.
8-  قوله عز وجل: ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) فإذا كانت الملائكة حاملين للعرش والعرش مكان لله تعالي يلزم أن تكون الملائكة حاملين لخالقهم جل جلاله فيكون محتاجا والله منزه عن ذلك.
9-   لو كان الله في السماء لكانت السماء محيطه به من جميع الجوانب فتكون ظرف وهو مظروف فيكون اصغر  من السماء و  السماء اصغر من العرش بكثير فيلزم أن يكون الله تعالي شيئا حقيرا بالنسبة للعرش والسموات وذلك باطل ويلزم المتطرف في صلاته أن يفتتحها (بالسماء أكبر) بدلاً عن( الله اكبر) .
10-   كلام الله غير مخلوق وهو من صفات الله تعالي القديمة الموجودة قبل وجود العرش المخلوق وهل كان مستقرا جالسا علي زعمهم على العرش المعدوم قبل وجوده وهل كان جل جلاله في السماء قبل خلق السماء هذا لايقول به عاقل وهل العقل يصدق بحلول القديم في شيء من الحوادث !!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون
   وعلى الجملة فهؤلاء مجازفون وادعوا ما لايقبل الثبوت لا عقلا ولا نقلا، وقد كفروا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا  والطامة الكبرى بهؤلاء دعواهم بأنهم ناجون , وهم عن سبيل الحق زائغون , وعلى خيار المسلمين يعيبون، إنهم على منهج بن تيمية المجسم ومحمد بن عبد الوهاب النجدي وأتباعه الوهابيون  الذين حرَّفوا جميع مراجع الإسلام اليوم فهم مدلسون .
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .